محمد حامد (دبي)
لم يسبق للمدير الفني لمان سيتي، بيب جوارديولا، طوال مسيرته التدريبية، الشكوى من مؤثر سلبي، يؤثر على أداء ونتائج الأندية التي يتولى تدريبها، أكثر من شكواه من تأثيرات فترة التوقف الدولي التي تتسبب في إرهاق اللاعبين، وفقدان حالة الانسجام والتناغم، وتعرض بعض النجوم للإصابات في بعض الأحيان، مما جعل فترات التوقف تسمى بـ «فيروس الفيفا»، واستباقاً لفترة التوقف المقبلة، والتي تشهد انضمام 18 لاعباً من صفوف مان سيتي لمنتخباتهم في مختلف قارات العالم، يواجه الفريق شاختار الأوكراني في المرحلة الرابعة لمجموعات دوري الأبطال الليلة، ثم يلتقي مع مان يونايتد في الديربي الناري ببطولة الدوري الإنجليزي الأحد المقبل.
مواجهتان من العيار الثقيل يستعد لهما السيتي بكل تركيز، ويتعامل الجهاز الفني مع المباريات بفلسفة «خطوة بخطوة»، حيث يحاول تحفيز للاعبين للتركيز على مباراة الليلة أمام شاختار، والتي تقام باستاد الاتحاد من أجل ضمان تحقيق الفوز والوصول للنقطة التاسعة في صدارة المجموعة التي تشهد مواجهة أخرى بين ليون الفرنسي وهوفنهايم الألماني، ويحتل الفريق الفرنسي المركز الثاني وفي رصيده 5 نقاط، وفي حال حقق الفوز على ضيفه الألماني فسوف تستمر ملاحقته للسيتي على صدارة المجموعة.
وعلى الرغم من تركيز جوارديولا على موقعة شاختار إلا أن التقارير القادمة من إنجلترا تؤكد أنه سوف يعتمد مبدأ المداورة استباقاً للديربي الناري أمام مان يونايتد، ومن ثم قد يدفع بعناصر بديلة في بعض المراكز أمام الفريق الأوكراني الليلة، ومن المرجح أن يعتمد السيتي على تشكيلة تتكون من إيدرسون حارساً للمرمى، وأمامه دانيلو في الجهة اليمنى، وستونز، وكومباني في قلب الدفاع، و زينتشينكو في الجانب الأيسر، وثلاثي الوسط فرناندينيو، وديلف، وسيلفا، وفي الهجوم محرز، و جيسوس، و سترلينج.
وسوف يحتفظ جوارديولا ببعض عناصره الأساسية على مقاعد البدلاء تحسباً للسيناريوهات كافة التي قد تحدث في المباراة، خاصة أن الفريق الأوكراني سوف يستعين بـ 5 نجوم على الأقل من العناصر البرازيلية التي يملكها في قائمته، وعلى رأسهم الثلاثي مايكون وتايسون ومورايس، وسبق للسيتي الفوز على شاختار في أوكرانيا بثلاثية نظيفة قبل أسبوعين، وهو الفوز الذي عزز صدارة البلو مون للمجموعة، وجعله يتجاوز عثرة البداية أمام ليون.
وبعيداً عن موقعتي السيتي في دوري الأبطال أمام شاختار وفي الدوري أمام الجار الكبير مان يونايتد، فقد استعاد جيم وايت عبر صفحات التلجراف تفاصيل وقعة تاريخية مضى عليها 20 عاماً، وهي ترصد تلك الطفرة التاريخية التي حققها البلومون، خاصة في السنوات العشر الأخيرة أي منذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي، فقد أشار وايت إلى أنه في مثل هذا اليوم منذ 20 عاماً، سقط مان سيتي أمام فريق مانسفيلد المتواضع بهدفين لهدف، في إطار بطولة ودية لم تحظ بأي اهتمام، ولم يحرص أكثر من 3 آلاف مشجع على حضور هذه المباراة، وهو الحضور الجماهيري الأقل في تاريخ النادي.
والمفارقة أن مان يونايتد كان يواجه بايرن ميونيخ في دوري الأبطال في الليلة ذاتها بمعقله في أولد ترافورد وسط حضور الآلاف، وأجواء من الصخب والاهتمام الجماهيري والإعلامي العالمي، مما يعني أن مان سيتي كان يعاني من البقاء في الجانب المظلم من مدينة مانشستر، في حين تبهر أضواء يونايتد العالم أجمع، وليس النصف الأحمر من مدينة مانشستر فقط، والآن تتغير المعادلة بصورة مذهلة، حيث يستضيف مان سيتي فريق شاختار في دوري الأبطال، حيث الأضواء والشهرة، كما أن البلومون في صدارة البريميرليج بأداء مبهر، وقدرات خاصة لنجومه ومديره الفني.